ضمن سلسلة الزيارات التي يجريها متحف العتبة الحسينية المقدسة الى المواقع الاثرية والتراثية , كانت لكهوف الطار نصيب من هذه الزيارات.
وتقع كهوف الطار الى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء المقدسة بحوالي 40 كم . بالقرب من بحيرة الرزازة وتبعد عن حصن الاخيضر بحوالي 15 كم , ويبلغ عدد هذه الكهوف (400) كهف وقد نحتت بأيدي الإنسان العراقي القديم.
تاريخها :
نقبت هذه الكهوف اثريا من قبل بعثة يابانية في سبعينات القرن الماضي واكتشفت هذه البعثة إن كهوف الطار مبنية على شكل طبقتين:
الأولى: كهوف مرتفعة عن الوادي المجاور لها، ولكل كهف فتحة للدخول يبلغ ارتفاعها متر ونصف . وعرضها نصف مترا . والكهوف تأخذ شكل الغرف أو الحجرات الصغيرة.
الثانية: كهوف فوق الكهوف الأولى مكونة طبقة ثانية، وهي تختلف في طريقة بنائها وتصميمها الأكثر تطورا وعمرانا من الأولى.
ومن خلال التنقيب والتحري الذي اجرتة البعثة في الموقع توصلت وبالدليل القاطع إلى إن كهوف الطار مرت بثلاثة ادوار حضارية :
الأول: إن هذا الكهوف حفرت من قبل الإنسان عام (1200ـ 1300ق.م) واتخذت كمساكن.
الثاني : بالاعتماد على فحوصات جهاز كاربون (14) وتحليلات البعثة اتضح إن الكهوف قد استخدمت كقبور في الفترة مابين (300ق.م ـ إلى عام 300 م) ومن الجدير بالذكر أن هذا الطور يتواكب زمنيا مع دول وحضارات تدمر والحضر والحيرة المحيطة بمنطقة كهوف الطار في تلك الفترة . والعثور على لقى أثرية تشترك مع تلك الدول قي أثارها .
الثالث: وهو طور العصر الإسلامي. حيث عثرت البعثة اليابانية على 2000 قطعة أثرية مختلفة من ضمنها ملابس . واعتقدت البعثة أن في هذا الطور اتخذت الكهوف كمواقع دفاعية.